منوعات معرفية

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

أساتذة وتلاميذ التعليم الابتدائي يتساءلون عن سر تغييب اليوم الوطني للتعاون المدرسي


رضوان الحسني
تعد أكبر جمعية على الصعيد الوطني من حيث عدد المنخرطين، تأسست سنة 1967 وعقدت 17 مؤتمرا  منذ تأسيسها، تجمدت أرصدتها عن الصرف منذ 2010، وعاشت مخاضات لتشكيل المكتب لأساب مختلفة..
لكن عدم إعلانها هذه السنة عن اليوم الوطني للتعاون المدرسي ورفض الوزارة استقبال أعضائها طرح عدة تساؤلات يجيب عنها ادريس بجيوي، عضو المكتب الوطني لجمعية تنمية التعاون المدرسي.
 مر السبت الأخير من شهر نونبر لهذه السنة دون أن يحمل تلك المعالم التي اعتاد تلاميذ وتلميذات مؤسسات التعليم الابتدائية أن يعيشوها فيه بمناسبة اليوم الوطني للتعاون المدرسي، وهو اليوم الذي كانت تخلده جميع مؤسسات الابتدائي على مدى سنوات.
تساءل التلاميذ والتلميذات، قبل الأساتذة والمديرين، عن سبب عدم الإعلان عن هذا اليوم، الذي تحوّلَ إلى عرف قار، لكن الأخبار التي راجت عن رفض وزير التربية الوطنية استقبال أعضاء المكتب الوطني لجمعية تنمية التعاون المدرسي وعدم إخراج المذكرة الداعية إلى اليوم الوطني للتعاون المدرسي من الوزارة جعلتنا نطرح السؤال، بدورنا، حول ما يجري بين أكبر جمعية على الصعيد الوطني من حيث عدد منخرطيها الممثلين في جميع تلاميذ وتلميذات الابتدائي وأساتذته في المغرب وبين وزارة التربية الوطنية، في عهد الوزير الحالي، الذي عوّد الساحة التعليمية على عدم التعامل مع  الهيئات المرتبطة بالقطاع قبل الاطـّلاع على ملفاتها وضبط ما يمكن ضبطه، على غرار إعلانه علنيا رفضه التعامل مع مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لنساء ورجال التعليم، قبل أن يتم افتحاصها من طرف الجهات المختصة..
تأسست جمعية تنمية التعاون المدرسي سنة 1967، وعقدت 17 مؤتمرا وطنيا، كان آخرها في بوزنيقة. تتوفر على المئات الآلاف من المنخرطين، تترك في رصيد الجمعية ملايين الدراهم، قامت وتقوم بأنشطة لفائدة التلميذات والتلاميذ، نظمت عدة مهرجانات وطنية لمسرح الطفل عبر الجهات، إضافة إلى الأنشطة التي تقوم بها عدد من الفروع الإقليمية والجهوية التابعة للجمعية، كالإشراف على المخيمات وتنظيمها وطبع الدفاتر المدرسية وتمويل نقل مواد الإطعام المدرسي إلى المؤسسات التعليمية.. لكن احتفال المؤسسات التعليمة باليوم الوطنيّ للتعاون المدرسي يبقى هو الحدث البارز في تاريخ الجمعية، وهو يوم عادة ما يحمل شعارا معينا وتقوم فيه المؤسسات ببرمجة أنشطة مختلفة داخل المؤسسات حسب الإمكانيات المتاحة. إلا أن عدم إخراج المذكرة المنظمة لهذا اليوم لهذه السنة طرحت حوله عدة تساؤلات.
وقال ادريس بجيوي، عضو المكتب الوطني للجمعية، لـ»المساء» إن رصيد الجمعية وطنيا جامد منذ سنة 2010، ولم يتم القيام بأي نشاط وطني منذ ذلك الوقت، والجمعية مقبلة على عقد مجلسها الوطني في القريب العاجل لإطـْلاعه على الأوضاع وتوضيح الأمور، مضيفت أن المكتب الحالي للجمعية تم انتخابه خلال مؤتمر بوزينقة الأخير، الذي أفرز سعيد الدادوشي، الذي كان مكلفا بالحياة المدرسية في الوزارة حينها، وكان من بين الموظفين المسؤولين الثلاثة الذين انتدبتهم الوزارة لتمثيلها في المؤتمر، حيث يتشكل المكتب من ممثلي الجهات وممثلي الوزارة المنتدبين، لكن -يقول بجيوي- قبل أن يتم وضع الملف القانوني للجمعية لدى السلطات تم تعيين الدادوشي مسؤولا عن قطاع آخر غير الحياة المدرسية، ولم تعد له الصفة للبقاء رئيسا للمكتب.
 كما تم تعيين العنصر الثاني من ممثلي الوزارة نائبا في الدار البيضاء، وانتقل الموظف الثالث للعمل في قطاع التعليم العالي، الأمر الذي جعل المكتب يصبح في وضعية جديدة بعد تعيين مسؤولين جدد في مديرية الحياة المدرسية في الوزارة. وأضاف بجيوي أن كانت هناك محاولات لإعادة تطعيم المكتب، الذي بقي «مشلولا»، في غياب من يوقع وفي غياب التصريح بالمكتب.. دام هذا المخاض سنة كاملة تقريبا، وفي السنة الموالية وقع نفس الأمر، حيث تم تغيير مسؤولي المديرية من جديد، وبعدها، عقد أعضاء من المكتب الوطني للجمعية لقاء مع الوزير الحالي وعدهم خلاله -حسب قوله- بحل المشكل وبانتداب ممثلين عن الوزارة لمكتب الجمعية، بعدها أصبح محمد الساسي، مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات، رئيسا للجمعية وعبد العزيز عنكوري، المدير المساعد في الحياة المدرسية، نائبا له، وتم وضع الملف القانوني لدى السلطات المحلية في شهر شتنبر من سنة 2012، وحصل المكتب على وصل الإيداع القانوني. وكان أول نشاط سيقوم به المكتب الوطني هو الإعلان عن موعد اليوم الوطني للتعاون المدرسي عبر مذكرة وبلاغ توضيحي لأسباب التأخير في القيام بالأنشطة وطنيا، وهي المذكرة التي وضعها الكاتب العام للجمعية في شهر أكتوبر المنصرم، في أفق أن تخرج من الوزارة في الوقت المناسب. وقال بجيوي إن المكتب الوطني كان يجري استعداداته لتخليد اليوم الوطني للتعاون المدرسي في المؤسسات التعليمية الابتدائية، قبل أن تفاجأ الجمعية باشتراط إخراج المذكرة باطلاع الوزير عليها، وبعد التأخير الذي وقع في إخراجها -يقول بجيوي- زار الكاتب العام للجمعية ونائبه وأمينة المكتب الكتابة العامة للوزارة، التي أبلغتهم أن الوزير لن يستقبلهم، نافيا أن يكون المكتب قد سمع ذلك من الوزير شخصيا.
إلى ذلك، ينتظر الرأي العام التربوي تطورات هذا الملف، الذي انضاف إلى الملفات الموضوعة على طاولة الوزارة، لكون الأموال التي تتكفل الجمعية بجمعها هي من عائدات بطائق انخراط التلاميذ والتلميذات وكذا الأساتذة، وغير مسموح ببقائها مجمدة، في الوقت الذي يؤدونها مقابل استفادتهم من أنشطة ثقافية أو ترفيهية أو تربوية.. وعلى الوزارة أن تعلن موقفها الرسميَّ من وضعية جمعية تنمية التعاون المدرسي وطنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق